الخميس، 11 أبريل 2013

أبحثُ عن..


أبحثُ عن أملٍ مفقود ..
أبحثُ عن عقلٍ موجود في عالمٍ من اللا وجود..
***
ها أنا ذا .. مرة أخرى .. أبحث عني تحت أكوام الجثث..جثث القرود
أبحث عن الرضا.. عن ثوانٍ من الرضا.. في دهر الجحود
لست أسأل من منا يقود , و من يسود
و لا أسأل كيف يقتات الضبع على بقايا جيف الأسود
و لا إلى أين يحملنا غداً أو.. متى ماضينا يعود
سبق و أن تساءلت كثيرا .. بلا فائدة .. بلا مضمون يأتي بالردود

***
غريبٌ هذا العالم .. غريبٌ أنا .. لا أعرف عن ماذا أبحث .. لكني أبحث بشغف..
أبحث عن الإنسان .. و لكن .. و للأسف..
لا أجده .. إلا في بعض الكلمات .. و الشعارات..
أو على هامش الصفحات
..
أو في الفضائيات ؟؟
يوقع اتفاقيات .. يوزع منشورات .. ينشب الحروب .. يقدم المعونات
يزاحم الحيوانات !!

***
فذات مرة .. رأيت أسدا يتربص بغزالة .. محاولاً الانقضاض

صرخت بهمس- حتى لا يسمعني- .. "هذا النوع مهدد بالانقراض"
ثم رميت حجرا نحو الغزالة .. عساها تنتبه .. فرماني الأسد بنظرة امتعاض
نعم .. رآني الأسد .. و لم يعرني انتباها .. كان يريد الغزالة ولا شيء سواها
أخيرا انتبهتْ الصغيرة و قررت الهرب .. و أنا قررتُ البقاء و المشاهدة عن كثب
بدأتْ المسكينة سباق حياتها.. أو موتها .. تصرخ و تولول .. و لا يُسمع صوتها
و بدأتُ أصرخ و أرفض و أقول .. " هذا أمر غير مقبول "

طبعا تاكدت أن الأسد لن يسمع ..
كعادتي كإنسان أخاف و لا أقنع

و كتبت شعارات و لافتات " لا للدمار .. نرفض الاستعمار .. نرفض الاستمرار "

" اترك الغزالة و البغل و الحمار "

" جرب اكل الخضار .. ما عيب الخيار ؟ "

توقف الأسد عن مطاردة الغزال .. و بنفس نظرة الامتعاض رماني ..

ثم تقدم نحوي..و بنبرة غاضبة سألني "من منا الأناني ؟

" هل تريد ان أموت من الجوع .. كي تثبت لنفسك إنك إنسان ؟..

" ماذا فعلت للإنسانية حتى الآن ؟

" نحن نصطاد لنعيش .. و أنت تلعب لنموت

" أنا الغزال غدائي.. فهل عشاؤك عنكبوت ؟

و اشاح بوجهه عني .. و عاد يبحث عن فريسة أخرى .. وجبة أخرى

و أنا بعدما أفقت من غيبوبتي .. أدركت حقيقة كبرى..

أدركت أن الأسد لا يأكل النباتات

و الإنسان .. يوقع اتفاقيات .. يوزع منشورات .. ينشب الحروب .. يقدم المعونات
يزاحم الحيوانات !!